تعودتُ الرقص وحيداً في غرفتي الصغيرة. رقصتي لا تشبه باقي الرقصات. رقصتي عنيفة، متآكلة، تائهة ولا تعرف الاستقرار.
رقصتي تهرب من قرع الطبول وألحان الأوتار. رقصتي تنتظم على نبضات قلبي، قلبي المتسارع حيناً والنائم حيناً آخر.
عندما تسأم رقصتي من قلبي، ترتفع في الفضاء وتدور بحثاً عن افكاري المتزاحمة. تتدافع معها للعبث في رأسي، ثم تُعيثُ في ذكريات بعضا من الخراب. فتطفو الى سطحي احدى الذكريات. تكسر صمتي، تهزُّ أرقي، وتخرج مع الدموع الى العراء.
رقصتي تهينني، تنعتني بأبشع الصفات. رقصتي تُعنّفني، تُشعل الضجيج في أرقّ السكنات.
راقصٌ كسولٌ انا. بارع في الخمول والسبات.
نائمٌ هزيلٌ انا. ارتشف النعاس في انشط اللحظات.
انا مخلصٌ لرقصتي، فهي لا تتطلب مني جهدا. على اتفاقٍ دائمٍ معها، تشعرُ هي عنّي وانا اتكفّل بالصرخات.
رقصتي تشغلني، تشعلني، تتآكلني وتحرقني.
رقصتي هي، رقصة النّار.