خطوات خارج الورق

هنا، تقف حياتي، وهنا تتوقف.
هنا، أُدرك أن المستقبل لم يعد يعنيني، وهنا أفقد اهتمامي بما سيحصل من بعدي. هنا، يهجرني الأمل، وهنا يبدأ الظلام.

لا أُفكر بما سيحدث ولا أريد ان اعرف. فها هنا محطتي ونهاية سفرتي، لكنها سفرةٌ من دون حقائب ثياب، ولا دفاتر العمل. سفرتي زوادتها ما فعلت وحقائبي تفيض بما لم أفعل.

هنا أقف، يداي ترتعش، رجلاي ثابتة كالصخر، وقلبي يتناقص نبضاً بعد نبض. أريد الرحيل، دعوني. أريدُ الهروب، دعوني. لم يعد هذا العالم يعنيني، لكن ابتسامتك؟ ما أنت فاعلٌ بها إن أنا رحلت؟ هل ستهجرها؟ هل سترميها؟ أم ستحملها وتأتي الى هنا؟

إليك عنّي، فوميض وجهك في ذاكرتي يؤلمني. إليك عنّي، فدموعك القادمة تحطّمني. ترددت بسببك دائماً، مضيت في طريقي من أجلك لكن ليس بعد الآن. هنا، تنتهي علاقتي بك!

في كل مرة، كنت أُقررُ الرحيل، وأرحل، على الورق.
في كل مرة، كنت أُنهي ما تبقّى من حياتي، على الورق. وفي هذه المرة، خذلني الورق. خذلني قلمي وهرب. ولكن، هذا الحديد لن يخذلني. هذا الرصاص سيسبق تراجعي. وإن قاومت، فذاك الرجل لن يبالي، سيطلق رصاصته، سينفخ في وجه الحديد، سيمسح دمائي عن حذائه ويرحل. فهذه المرة، الامر ليس لي، ولا لقلمي وأوراقي. في هذه المرة، سأفارققك وحياتي رغماً عنّي.

كتاباتي كانت خطواتي، وخطوتي الأخيرة، كتبتها.

أتذكر تلك القصة؟ تلك التي طالبتني دوماً بإنهائها؟ أتركها لك، لتسجّل الخاتمة بخط يدك. فما أجمل من نهاية تُكتب بيدِ الحبيب؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s