سأنسى أنني في يومٍ كُنْتُ فارساً لأحلامك. سأنسى انني يوماً ذرفت دمعاً وصرخت ألماً لأوجاعك. لم أعد أرتدي ابتسامتي فهي لم تعد تليق بي. فأنا تغيّرت، وهربت من طيفٍ لاحقني لزمن.
سأنسى انني في يومٍ كنت انيقاً لألقاك. وأنسى انني يوماً لمت نفسي بسبب دقائق وبعض الثواني.انتظرتك كثيراً بعدها حتى مللت الإنتظار.
هجرتني ملابسي النظيفة وعطوري الفاخرة، فلم يعد هناك من اتعطّر له. تخلّت عنّي أوجاعي وفقدت الإحساس بالألم. هربت منّي أقلامي واختبأت الحروف في جوف نسياني. سلبتني كل ما أملك من هذياني ورميتني لواقع ينهشني.
أخاف من خيبة الأمل عند عودتك. أخاف من صيحة الخجل في صدمتك. ستعودين وتكتشفين أن ذاك الذي كسرتِه لم يلملم أجزاءه بعد. ذاك الذي حرمته أحمر شفاهك، لم يتخلّ عن قبلاتك بعد. ومن منعت عنه عطرك، أبعد ألوان حياته عنه.
أخاف؟ لماذا أخاف؟ من عودةٍ لن تتحقق؟ من أملٍ لن يسطع؟ أم من خجل لا يسكن إِلَّا في كتاباتي؟ أنت، ستبقين غائبة، ممتنعة وبعيدة. وأنا سأُهادنُ أقلامي، أُغري حروفي وأُواصل الكتابة…