في قديم الزمان، حين كان كل شيء قديم حتى الوقت، وحيث كان الغبار يعلو كل شيء حتى عقارب الساعة، لم أكن انا موجوداً.
في قديم الزمان، حين كان الوقت أكثر بساطة وحيث كانت الساعات اكثر تعقيداً، لم أكن انا موجوداً.
في قديم الزمان، حين كان الإنسان مجرد إنسان وحيث السكّان عاشوا بسلام لم أكن انا موجوداً.
في حديث الزمان، انا موجود. وبتعقيدات الإنسان انا محدود. اشتاق الى زمنٍ لم اعش منه الا بعض الحروف والكلمات في كتب التاريخ.
أحاول جاهداً العثور على طريق العودة، العودة الى ذاك الزمان، والعيش ببساطة الوقت هناك وأفشل.
أسير زمني انا الآن، لا مفر لي منه ولا مفر له مني. أركض خلفه وهو يلاحقني.
لا ادري لمَ لا أحب هذا الزمان، ولا أدري لمَ أحس ان الهرب منه هو لي أمان. كل ما أريده هو الرجوع الى زمن لم أكن فيه موجوداً، حيث الحياة خالية مني ومن يأسي.
سلكت كل الطرق وطرقت جميع الأبواب، ولم أجد سبيلي الى الوراء. تزوّدت بخطواتي وجلتُ العالم، وصلت الى أقاصي الأرض، وجدتُ حارساً ينتظرني. وجدتُ عجوزاً يحمل شيبه على رأسه وتحمله عصاه على كتفها. سألته عن طريق الهرب فصدّني. أخبرني أن الحياة في هذا الزمن مأساة، وأن من يريد الهروب عليه ان يستحقّه قبلها.
أخبرته أَنِّي سئمت، تعبت، ومللت من هذا الزمان، فردّني الى أرضي خائباً وناصحاً بأن من يريد الهروب عليه دائماً أن يجرّب مرّة أُخرى. فتلك المرّة الأُخرى هي الأمل وفيها الزمان والمكان.
رائع جدا
إعجابإعجاب
شكرا جزيلا
إعجابإعجاب