مَسْكَني فيه انتظار

أحمل بين يديّ أوراق بالية. أمرُّ بأصابعي على ما يسكنها من كلمات. أتذكرين؟ تلك كلمات خطّتها أصابعك. وأتذكر…

أجوب مطبخي بحثاً عن أواني الطعام المتهالكة. أشتم ما بقي من رائحة طَعَامِك. أتذكرين؟ لطالما تمسكت بها رفضاً للأواني الجديدة. وأتذكر…

أرقص في الرواق بتأنّي. أسافر بذراعيّ مع رقصتي الى حيث انت رقصتِ يوماً. أتذكرين؟ تلك رقصاتك الجميلة المغرية. وأتذكر…

مسكني حزين اليوم، يبحث عنك في كل قنينة عطر، ينتظر صوت خطواتك ويرقص طربا كلما فرحتُ بطرقات مفاجئة على بابي.

مسكني مهمومٌ اليوم، يدري انك رحلت منذ زمن بعيد، يخاف لوعتي وصُراخي حين أُدرك انك رحلت الى غير رجعة.

مسكني فرحٌ اليوم، يحتفل بنهايةٍ شارفتني، ستزيحُ عن كاهله ما سيثقله من حزني حين أرحل.

لا تعودي الى هذا المنزل، لا تطرقي باب هذه الدار، فلن يبقى هناك من يجيبك. ستأتين وتعزفين على باب منزلٍ ساكنه انتظرك عمراً ورحل. رحل وأخذ عمره معه الى منزل آخر. منزلٌ جديدٌ حيث الانتظار فيه لا يُحزن ولا يكسر قلوباً ذابت من حرارة الانتظار.

4 رأي حول “مَسْكَني فيه انتظار”

أضف تعليق