شو بطير؟

في شي مرة حدا عد كم مسبّة بيسب بالنهار؟

 في شي مرة حدا انتبه كم جأرة بياكل بالنهار؟

 طب في شي مرة حدا عد كم مرة قال “أخت اللي عطاك دفتر سواقة”؟

أكيد هيك اجوبة ما في الها عدد نهائي من كتر ما منقولها. ولو حتى جربنا نعد، رح ننسى لوين وصلنا ونطنّش عالموضوع.

بلبنان عنّا السواقة غير شكل عن كل البلدان الباقية. أول شي، مش ضروري يكون معك دفر سواقة حتى تسوق السيارة. تاني شي، مش مهم اذا بتعرف قوانين السير او لأ. تالت شي، آخر همك قدّيه بتسرع واذا حاطط حزام الأمان او لأ، او حتى إذا فراماتك مناح او لأ. بس هيدا كلّه كوم، والناس اللي بتمشي عالطريق وبين السيّارات كوم.

عيش معي اللحظة. انت واقف بطريق فيها عجقة سير. انت عم تطلّع بالإشارة وناطر الثانية اللي بتضوي فيها الإشارة أخضر حتّى تقلّع وتسبق كل السيارات الباقية وتطلع الأول. بيجيك حدا عم يتغندر بمشيته وبده يقطع الطريق. فكرك رح يتطلّع بالإشارة ويشوف إذا بيقدر يقطع او لا؟ هاهاها، إيه ما فشر على رقبة اكبر راس شوفير. بتضوي الإشارة أخضر، بتدعس انت بنزين وبڤ، نط الإستاذ قدّامك عم يتغندر متل العروس وآخر همّه اذا انت بدّك تمشي او اذا السير فتح. المهم هو يوصل. انت هون بتبلّش تخترع مسبّات وبتركب كلمات على كلمات بس لتطلع بمسبّة تليق بمقام أخونا اللي انت مش بحساباته أصلاً. وأكيد القهر اللي بيسكن بقلبك بهاللحظة مش بالهيّن يروح، بطمنك، رح يبقى معك لآخر النهار.

بتوصل على تقاطع إشارات، وخطوط سير على حيلها مفتوحة وكل مين إيده إله. شرطي السير مش فاضي، عم يحكي مع شوفير شي ڤان أو عم يبصبص على شي وحدة حاطّة التلفون بين إجريها بالسيارة حتى تحس فيه كل ما يرنّ. المهم، بتجي لتنفد بريشك ومتل ما بيقولوا، يسواك وما يسوى غيرك، بتطحش ويلا، عم تقطع، بتمرق حجّة مع ولادها التنين اللي عم ينطّوا من ميلة لميلة وهي كأنها عم تقطع بكوريدور البيت من غرفة النوم على المطبخ. آخر روقان وآخر روشنة، وكل ما انت تقدّم متر بالسيارة، هي مرافقتك بخطواتها الحنونة والهادئة والمصرّة على انو انت ما فيك تمرق هلّق الى أن توصل هي بسلام وأمان للناحية التانية.

لهون ماشي الحال وبعدنا بالسليم. بس لمّا تمشي بشارع السير فيه فاتح والسيارة آخدة نهوة قلبها، بينط قدّامك ولد، أهله باعتينه ومنبّهينه انو اذا خلّا سيارة وحدة تمشي مرتاحة اليوم رح ياكل فلقة لما يرجع عالبيت. وهيدي البنت الزغيرة اللي عم تبيع وتلزق بأزاز السيارة (Agressive Marketing) لحتى تحس على دمّك وتشتري شي، العمى…

بعد باقيلك شي كيلومتر وبتوصل عالبيت، بس إذا كنت مفكّر انك صرت بالسليم، إيه فكّر مرة تانية. بهيدا الكيلومتر، رح تعلق ورا شحن الزبالة اللي ما فينا نحكي عليه ولا كلمة لأنه كتّر خيره، عم يشيل زبالتنا، ورح تلتقي كمان بالشب الكوول اللي عم يتغندر عالموتو تبعه وكأنه الطريق انرسمت لعيونه ولضو الموتو تبعه، ورح تلتقي كمان بتنين اصحاب، واحد بسيارته وواحد ماشي، ويا محاسن الصُدف، كيف التقوا على هالطريق وكيف صاروا يسألوا بعض عن كل شي صار خلال بعدن عن بعض. وهون انت بتوصل معك لفوق فوق وبتصير تكرفت وتقول كلمات مش مفهومة المهم انو عم تطلّع الحقد اللي جوّاتك وبتحسّ إنوا إذا وصلت اليوم عالبيت فهيدا رح يكون إنجاز تتذكره كل العمر وتخبّره بقصص قبل النوم لولادك.

بتوصل على مفرق البيت. انت وعم تكوّع بتتلاقى بحدا من قرايبينك راجع عبيته. بتوقّف بتسلّم وبتجرّب تقنعه يرجع لأن انت بعد ما لحقت شفته واشتقتلله كتير، بيقوم بيجي شوفير بلا أخلاق وخلقه ضيّق بيوقف وراك وبيبلّش يزمّر. انت هون بتنسى كل شي مرق معك وبتفَوكس على هيدا الزلمي اللي ما في يطوّل باله ولا شوي وكأنّه اذا نطر شوي زغيرة بيته رح يهرب منّه وما بقا رح يوصل. ولو…

فكرة واحدة بشأن "شو بطير؟"

أضف تعليق