وائل والقهوة

لأول مرة، أرى نفسي من الخارج.

خربشات | Scratches

داكن هو، كقهوته. يمتلئ رأسه بفقاقيع من القلق كالتي في فنجانه. يعشق اللون الأبيض، فهو لا يستمتع بشرب قهوته إلا بالفنجان ذاك، المكسور الطرف.
تعبأ داخله رائحة البن المحروق، فيتنفسها عند اذن، مع قليل من رائحة الحنين ويبتسم. تلك ابتسامة “الألف سؤال” التي يرسمها على وجهه في كل جلسة مع صديقه الأسود.
يتمعن جيدا في فنجانه الذي احتسى منه آخر رشفة ويضعه على طبقه. يأخذ عودا من الكبريت ويرفعه على طرف سيجارته ويشعلها. هو لم يعرف أنه أشعل معها حواس تفكيره أيضاً. كان دائماً يظن أن الشعلة داخله قد أخمدت منذ اللقاء الأخير.
لم يتحدث قط عن تفاصيل هذا اللقاء. اكتفى برسم ابتسماته الصفراء الخجولة. قال أنها كفيلة لتعبر عن مشاعره.
يتقن اللغة جيدا، هو. يكتب خواطره باحتراف ولكنه، لا يكتبها لنفسه.
مسلسله الحزين الذي يكمله في كل مرة يزيد مدونة على حسابه تظهر مدى سعادته..  بالكتابة
مقيد بذكريات الماضي. مسيّر من لحظات تملؤها فلسفة “لو وأخواتها”. ويبدأ بالتفكير..
“أما…

View original post 232 كلمة أخرى

رأيان حول “وائل والقهوة”

أضف تعليق