هجرتني الأحرف والكلمات، هجرتني دفاتري وأقلامي، فقدت خريطة مكاني، وتعثّرَتْ وجهتي في الحياة.
صفّقتُ لقرع طبول وحدتي، ثم رقصتُ على أنغام حزني… رقصة بطيئة.
أطربتني أحزاني وأعادت لي الإحساس بالمكان.
آثرتُ الصمت ولوعة الوحدة.
ألفتُ الظلام وانعدام الألوان.
ضحكاتي تلوّنت حزناً ملأ أعماقي.
استكنتُ للرياح، صوتها عالٍ ناسبَ صمتي.
تعوّدت نحيب الذئاب، لوعتها طابت لأرقي.
أحببتُ بزوغ الفجر، ففيه بداية العذاب.
حطامٌ أنا، رُكن على حافّة هاوية.
حطامٌ أنا، مُلقى بإهمال تتآكله خبايا الحياة وحيلها.
حطامٌ إنا، أنتظرُ النهاية، ولم تأتِ بعدُ البداية.