سحر المغيب

عند المغيب ترقص خيالاتي، تخطُّ حدودها بين الألوان الذائبة وترسم انفعالاتها وانعكاساتها. 

عند المغيب تُطلق همساتي صراخها، تُتمتم تعويذاتها وتلقي بسحرها على أناملي.

عند المغيب تتحركُ أقلامي، تنساب بين ثنايا الصفحات والخطوط، وأكتب.

أكتب ما يجود به فكري وما يلفظه تحفّظي وأجدُ ذاتي. أُقنع نفسي بأنّي أسكبُ من نفسي على أوراقي المتهالكة.

أُقنعُ نفسي بحقيقة لا أدري من أين أتيتُ بها ولكنها تناسب مقاس مآسيّ. وأقنعُ نفسي بزيف كلماتي وقناع تنهداتي. 

أمضي كتابةً وأقطع البحور خيالاً وأهيم عند حدود البحر غيرُ عابئٍ بالسماء. 

خط الأُفق مساري، نقطتان لا تعرف الإلتقاء. مسارٌ لا يعرف الإلتفاف، قواعده هائجة لا تعرفُ الثبات وسقفه فراغٌ لا يعرف الإمتلاء.

لستُ أدري من أنا. نسيتُ ما كنتُه يوماً وتجاهلت ما أنا عليه اليوم. كما سأغضُّ بصري عمّا سأصبحُ عليه غدًا. 

لحظاتي متقطّعة، تختنق مع الخطوات وتلفظ أنفاسها عند نهاية كل سطرٍ وقبل كل نقطة. 

زيفُ كلماتي ساحر، وقعُ المعاني يهدر، يلمع ويأسر، كما سحر المغيب. 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s