تدور الساعات ويتباطأ الوقتُ في فلكي. ترتطم مسيرتي بحواجزٍ من الخوف والقلق. وأتحوّلُ الى عدمٍ يكادُ لا يجدُ مكاناً لفراغه.
تنتابني حالاتٌ أفقدُ فيها الإحساس بالمكان. أتناثرُ كالغبار في كل مكان وكل اتجاه. ثم أجتمعُ ويلتمُّ شملي عند نقطة البداية.
بدايتي.
بدايتي ليست ككل البدايات ولا تشبهُ بِشَيْءٍ نقطة الإنطلاق. وصلتُ إلى نفسي في منتصف حياتها، وبدل أن أكبُرَ وأعلمَ أكثر، تسارعت خطواتي نحو النهاية.
نهايتي.
نهايتي لا تنبئني بِشَيْءٍ على الإطلاق. نهايةٌ سوداءُ قاتمة، تعبثُ ببدايتي وانطلاقتي وكل محطّاتي. تُهادنُها تارةً وتارة تقتلعُها من جذورها كشجر صارع الرياح العاصفة وخسر معركته.
ما بنيتُ جدارًا وبقي صامدًا، ما شيّدتُ القصور ودامت ممالكها، لم يبق إلّا الرخام. رخامٌ ناصعٌ ينتظرُ بصبرٍ نهايتي ليمتلئ بالسواد. رخامٌ على وشك التشقق والتناثر.
رخامي.
رخامي يشبهني، غبارٌ متناثر، سكونٌ وعدم، أصواتٌ مكتومة وألم. رخامي يشبهني، نسي البداية، أضاع وجوده ولم يصل بعد إلى نهايته.