أما آن أوانُ الرحيل بعد؟

أما آن أوان الرحيل بعد؟ لبثتُ الكثير منتظرًا ولَم أرحل بعد. سئمتُ وقعَ خُطايَ الرتيب الهادئ. مللتُ نبضات قلبي العشوائية  وكرهتُ تكرار الأيام نفسها، كل يوم.

ما عدتُ أحتملُ نفسي وازداد احتقاري لذاتي. ما عدتُ أحتملُ أخطائي وازداد كرهي ليأسي. ما زلتُ أسلكُ الدرب نفسها ولَم يحن موعدُ الرحيل بعد.

ألوذ بالفرار من وحدتي لألجأ في النهاية إليها. في الوحدة، يتمركزُ الأمان، فأنا لا أُخطئُ بيني وبين نفسي. في الوحدة، يستكين الألم، فأنا لن أجد كلماتٌ جديدة لتؤلمني من جديد.  وفِي الوحدة، تستقرُّ نفسي، فأصبح طيفاً لا يخترقه حزناً ولا فرحا.

أما آن أوان الرحيل بعد؟

أما زالت النهاية بعيدة؟

أم أنّ خطواتي هي المتثاقلة والبطيئة؟

تحرقني لدغات الحزن كل يوم، مثل ما تحرقُ لساني قهوتي الساخنة. تنخرُ قلبي برودة القسوة، مثل ما تنخرُ العاصفة عظامَ طفلٍ إفترش الشوارع نوماً.

أسيرُ في متاهة حالكة، اختفت ملامحها ودهاليزها. أخوض معارك مزّيفة، ليس فيها من يتقاتل سواي وأفكاري.

سأبقى أسير أفكاري، وقعُ خُطايَ ودربي الطويلة، ولَم يحن موعد الرحيل بعد.

5 رأي حول “أما آن أوانُ الرحيل بعد؟”

أضف تعليق