إليك

في داخلي ثورة،في داخلي اجتياح.

في داخلي، نيرانٌ ورياح.

كم كنتُ آملُ أن تكونَ وحدتي، سلامي ومساري.

كم كنتُ آملُ أن تكون جسري، معبري واتجاهي.

وكم كنتُ آملُ أن تكون كلَّ آمالي وبعضَ أحزاني.

لولا أنّ حبَّك نما في قلبي، لكنتُ اخترتُ دربًا غيرَ دربك.

ولولا أنَّك ملجأي وملاذي، لكنتُ احتميتُ في حضنِ غيرك.

ولولا أنَّك بدايتي ومغامراتي، لكنتُ وجدتُ نهايةً لا تبدأ بك.

يا وجعي أنتَ ويا أشواقي.

يا أسوأي أنتَ ويا حسناتي.

يا لهبي أنتَ وألسنة نيراني.

وحرائقي، ودماري، واضطراباتي، وهدنتي، وغدري.

طوقُ نجاتي أنت، يا أشدَّ لهيبي.

يا من تكسرَ منّي في كُلِّ يومٍ قطعةً،

وتقضم من روحي مع كُلِّ نظرةٍ كسرة.

فتخطف من قلبي نبضًا

وتسرق من سكوني سلامًا.

سلامٌ عليك وعليّ السلام.

سلامٌ لقلبك ولقلبي السهام.

سلامٌ بك ولَك الإستسلام.

ضائعٌ أنت من دوني وهالكٌ أنا من دونك.

قسوتك عليّ، ضعفٌ في قلبك يا أقسى القساة.

أنت أقسى القساة وأنت من يحتفي بك أشدُّ الطغاة.

دعني أعزفُ ألحاني لأستبدّ بضوضاءِ حربك.

دعني ألحّنُ كلماتي ليطول انتظار رصاصاتك.

منك أنا، لا تغدر بي.

لك أنا، لا ترحل بي.

ولديك أنا، لا تعبث بي.

3 رأي حول “إليك”

  1. أعجبني كل حرف في هذه القصيدة ! وخصوصاً الخاتمة التي سطرت فيها اختصارك الكامل للمعاناة.
    رؤيتي لما كتبت أنها العشق المجنون للقلب القاسي ! حين ينبص القلب لمن لا يبالي أو لا يستحق !
    حين يقسو عليك من يمتلك كل مشاعرك وتحتار بين هذا العشق الذي يكوي مشاعرك وهذه القسوة التي تطلب منك الرحيل !
    شعور مروع ! حين تسقط أجنحتك بين عقلك وقلبك فيصيبك الشلل ولا تقوى على الحراك فلا أنت قادر على الابتعاد ولا قادر على الاقتراب.
    وماذا لو كانت كل هذه الفوضى معجونة بشيء من الخيانة ؟
    قرأتها بين حروفك حين قلت
    لا تغدر بي! لا تعبث بي!
    لا يقتل العاشق المتيم سوى سهم خيانة واحد !

    إعجاب

أضف تعليق