حلقة مفرغة

لحظاتٌ من الحرّية تعتريني. لحظاتٌ كالموسيقى تنقلني إلى بُعدٍ آخر. أخرج من نفسي لأسرح في حريةٍ بعيدةٍ عن هذه الدنيا. وأفرحُ دائمًا، فقد وجدتُ من هذه الدنيا مهربًا. 
أحيانًا، أسقطُ في بعدٍ سحيق، مُظلمٌ وعاصف، كالشتاء. كالمطر أتبعثر في سقطتي، وكالأوراق اليابسة احتضنُ الأرض والحضيض. تلك هي لحظاتٌ من الموت، أصارعها فتعتريني.

ليس لي في الضوء مكان. ليس لي بين النجوم مسار. وليس لي في هذه الأرض عنوان. تائه في نفسي ومن نفسي. لحظاتُ ضياعٍ تحيطُ بي وتعيدني إلى بؤسي وقلقي.

أقضمُ من الحياة قطعةً بجفناي قبل أن أدخل عالم الظلام والأفكار. وأُغمض عيناي على حالكِ الليل وسكونه لأرقد في ظلّ حلمٍ ليس لي، بل دخلته عن طريق الخطأ وضللتُ حافّة الخروج. 

ألتهمُ من العمر سنينًا هامدة، جثّة ماضٍ ومشروع سعادة. أصابني النهم ووجدتُني أركضُ نحو السنين القادمة ركضَ خائفٍ مرتعب، تطارده أطياف الصبا، وأنا أصرخُ وأتوسّل العودة. والعمرُ يمضي، وأنا أمضي، وعودي يحترق والنهاية تقترب. 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s