طير

طيرٌ يرقص في السماء وحيدًا، يجول الأرض بعينيه شريدًا وينثر بذور الشوق من علوٍ بعيدًا.

أراه وعيناي تتبعان مساره الثابت، ويهتف لقلبه قلبي النابض وترسو سفن الشوق على شاطئي الهالك.

ويلي من عويله يضرب أوصالي كالصاعقة، صاعقةٌ ترمي بي إلى أعمق هاوية لتسحقني مخالب بأسه الدامية.

فقدت معنى الكيان ومضى بي الزمان الى حقبة زوالي. زوالي الذي يزورني بين تنهدات الوقت وغصّات المكان.

أراني سائرًا في دربٍ ذائبٌ في الأرض. سائرٌ حائرٌ لا يجدُ محطة توقف ولا نهايةَ خطوات. سأتعقّب الريح، ففيها خطواتي المسروقة وعويل خلجات صدري الخائفة.

ما زال الطيرُ هائمًا في سمائه وما زالت جاريًا في أرضي وما زال سيل الكلمات ينهمرُ فوق رأسي وبين أضلعي. وأنا مُشتت، بين سماءٍ فاتحةً ألوانها لاستقبالي ومسار يسحب مني نبض الإرادة والتراجع وبين صمتٌ يمزّقُ أحشائي ويحرق مكانه بحقد.

نفرتُ من الاتجاهات وألهبني ضيقها. سأمضي نزولًا، إلى الباطن السحيق، لعلِّي اتضاءل شيئًا فشيئًا وأزول، فلا أثرٌ يبقى من بعدي ويفوز صمتي متحدًا مع السكون.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s