ريح

photo of house near tree during winter

ريحٌ باردة تعصفُ بأرجاء المكان. تبكي وتنوحُ على شَيْءٍ كان. وأنا منفصلٌ عنها قلبًا وفكرًا ويرتعدُ جسدي من بردها وصراخها.

حزينٌ أنا بعض الشيء في هذا اليوم. أُعاني وحيدًا من وحدةٍ تخطف من قلبي نبضًا كل يوم. أراني منهمكًا بلا شيء، أعدُّ ما أرى وأحصي النقاط المتلألئة في الأفق البعيد.

بعيدٌ أنا وأنت بعيد. بعيدٌ أنت عن متناول قلبي وعياني. روحي عطشى لرؤياك وجسدي مشتاقٌ لحرارةٍ تكسر برد هذه الريح الحزينة.

وقفتُ في منتصف المكان، أعانقُ الريح وألتمسُ حزنها، لأكسر من وحدتي وأسهر مع وحيدة مثلي في هذا المكان.

فعلًا حزينةٌ هذه الريح، مثل هذه الروح التي تسكنني، فاقدٌ للمطر، للحب والأمان. وتصيبني الحيرة، فلا الريح استكانت لي ولا الشوق غادرني.

ويصيبني الخوف، فلا الريح هدأ بالها ولا اللوعة خبتت نيرانها. سأصادقُ الريح لأمتطيها وأرحل إليك. سأرحل إليك لأبقى بين ذراعيك. ساكنًا كالحرف، تحتضنك الكلمات وتدفئك المقاطع.

وأنظرُ إلى نفسي، فأجدني متجهًا إليك بقلبي، بأناملي وعيناي. أنظرُ إلى البعيد لعلِّي أراك. لعلِّي أراك قادمًا نحوي أو أراني مقتربًا منك رويدًا رويدًا لأسقط عند قدميك كورقة وردة، أضناها الهواء فحطّت عند قدمي أمّها تلتمسُ الدفء والحنان. وَيَا له من حنان يذيب عن القلب جليد الكتمان.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s