كئيبةٌ هي الأماكن الخالية، كقلوبٍ هجرها سكّانها وذبلت.
حزينةٌ هي الطرقات الواسعة، رثت دموعها خطوات الراحلين ثم يأست.
ذليلةٌ هي الورود اليابسة، امتلأت بزيفِ المشاعر وعند النكران براعمها قضت.
وأنا، أسلكُ الطرقات الواسعة بحثًا عنكِ. أقصدُ الأماكن الخالية طلبًا لصدى همسكِ. ثم أقطفُ الورود الذابلة لأتركها عند رخامةٍ بيضاء، تحفرُ في سوادي سوادًا وفي عمقي أعماقًا. وأنتِ، ترحلين متآمرةً مع كل قمر. تغوين النجوم في ليالي السمر. ثم ترقصين رقصةَ انتصارٍ ينتشي بها مكرُ المطر.
وأنا، أجلدُ الصخرَ بصرخاتي وأنهالُ على الأرض ِ ركلًا لا يفهم وقعه ما السبب. وأشتمُ الغيومَ كرهًا وأخلطُ ألوان الحياة لأغرقَ في لونِ الغضب. ثم أطردُ البحار بعيدًا وأُسكنُ مكانها صحراءٌ تشعُّ بثمارِ اللهب. وأنتِ، تسابقين الحب على خطِّ الأُفق. وتخيطين أثوابَ العشقِ من حُمرةِ المغيب وتغزلين من النسائم أناشيدًا من العبقِ والغزل.
وأنا، أتعبُ من البحث، أسقطُ في نيرانِ حرقتي وقهري وأتوسلُ راجيًا أن أذوبَ مع دموعي بين الرمل والحجر.
*****