بعيدًا عن الجرح أطفو، بين سماءِ حب وأرض بشر.
بعيدًا عن الألم أرسو، بين شاطئ صمتٍ وميناء صُراخ.
بعيدًا عن العمر أستقرّ، بين ظلِّ موتٍ ولمحة حياة.
أُغادرُ محطّة ذكرياتي في قطارٍ يجري بي بعيدًا نحو الأُفق.
أُسافر في خيالات المستقبل آملًا ومنتظرًا لشيئٍ لا أعرفُ ما هو بعد.
لا أعرف ماذا انتظر من هذا العالم.
لا أعرفُ إن كنتُ أريدُ المضيَ قُدمًا في حياةٍ ليست من ثوبي ولستُ من ثوبها.
لا أعرفُ شيئًا حقًا، ولا أريد أن أعرف.
تصيبني نوبات حياةٍ بين الحياة والآخر، فأبتسم وأنا أعلم أنّ ابتسامتي زائفةٌ كاذبة.
نوباتٌ تكاد لا تفارقني كما لا يفارق الحزنُ نسياني.
أراني في بعض الأحيان ساكنًا مقلّدًا الجماد والموت.
أراني منتصرًا على عالمٍ يركض نحو زيف المشاعر وحبّ البشر.
ثم أراني مغادرًا، تاركًا خلفي كلّ أكاذيبي ونفاقي لمن سيأتي بعد فيلتهمها ويزهو بها بين البشر.
بعيدًا عن القلب أُمسي، بين ذكرى على شفاه ودمعة هربت من المُقل.
بعيدًا عن الجسد أرتحل، بين صوت نحيبٍ ورحمة أطالت السفر.
بعيدًا عن هذا العالم سأبقى، بين أيّامٍ تُعدّ وفتراتٍ لا تُحتسب.
*****