دعينا لا نكتفي بما نحن عليه. دعينا نزيد من أنفسنا ونصبح أكثر. فلنختزل من الكون لحظات ونرقد في مساحة ضيّقة، فالكون لكِ ولي الآن.
دعينا نجود بعبارات الحب ونستهلك أنفاس العشق بعجلةٍ وحياة. أما آن لنا أن نسكن بَعضنا البعض ونتوحّد في نبضات قلبينا؟
دعينا نكتب قصص العشق كلها، ننعش ما فات وقدِم ونؤلّف الملاحم والأساطير عن حبٍ سيولد من لقاء أناملنا. دعينا نذوب، نختفي ثم نظهر من جديد بهيئة واحدة وجسدٍ واحد، لا يُعرف فيه أحدنا من الآخر.
دعينا نمشي خطانا ونسير نحو النهاية معًا، فنحن لا حياة لنا من غيرنا معًا.
فلنجعل من رقصنا عبرة وعبارة، فلنجعل منه دليلًا ومنارة. فرقصُنا على ضوء الشموع ماضينا، واندماج ظلّينا معًا حاضرنا كما غفوة الشموع وانكفاء الظلال مستقبلنا.
أرقصي.
أرقصي في قلبي نبضًا.
أرقصي في عروقي شغفًا.
أرقصي في كياني نهمًا.
أرقصي في مداري شمسًا وفِي أُفولي قمرًا.
أرقصي كيفما شئت ومثلما ارتأيت، فأنا أرضك ومسكنك ونهاية مسارك.
عانقي جسدي التائق برويّة، وأغلقي على عينيّ جفنيك، فأنا بك أرى وعلى كتفك أتّكئ. أذيبيني في كأسك روحًا، على شفاهك لذةً وفِي جوفك هُيامًا. ثم احفظي ما تبقّى منّي خمرًا، تُعتّقه سنين العمر أصالةً ورونقًا.
وفِي نهاية مطافنا فلنصمت. ففي صمتنا حياةٌ جديدة، تترقّب البداية، لحظة الولادة بعد النهاية.