حيرتي

على شفير هاويةٍ أقف
يداي ممدودتان بحيرة
يدٌ مقيدة بأذيال خيبة
وأخرى تتعلّق بخيوط قُبلة

وأجدُني في حيرةٍ من أمري

هل أقولُ أحبكِ وأنطوي؟
أم انكرُ بكبرياءٍ مكسور؟

فأجدُني في يقينٍ من أمري

سأمضي في طريقي شريداً
تائه في شوارع مدينتك
أحتلُّ زوايا أحيائك الوردية
وأتسوّلُ في أزقةِ المباني
سائلاً عني حبيَ الضائع

وأجدني في حيرةٍ من أمري

أغترفُ من الحزن كؤوساً
وفيها يرقدُ فرحٌ مرير
عذابٌ لا أقوى على بقائه
ولقاءٌ لا أقوى على فراقه

عاجزٌ أنا أمام عينيك
أسيرُ دروباً ترسمُها أناملُك
طُرُقٌ تحملني برقةٍ إلى جفنيك

وعلى شفاهِ هاويةٍ أجدُني

وردة

لم اعتد الاعتراف بضعفي
ولا الكلام الناعم في الحب
ولكن وجهك الباسم اشرق في قلبي
وغرقت انا في بحر الاستسلام

لم احترف غزل النساء من قبل
وما عهدتُ نفسي عاشقاً
ولا زرعت في قلبي أملاً
بل بقايا ذكريات
ملت من تأملاتي بها

اليوم زارني حنين مجهول
لعينين حفرتا طريقهما بقوة
سألت قلبي ما باله مضطرباً
صمت وبكى وانحنى
وأشرق وجهك بين دموعه

كلمة يتردد صداها في رأسي
كلمة طال هروبي منها عمراً
أسمع نفسي أرددها بوضوح
رغم شفتاي الممتنعتين خجلاً

أحبك

هل أعترف؟ هل أقول؟
هل اخبر نفسي بالعلن عنك؟
ام اصمت واعتبره سراً سيزول؟

لن أصمت ولن أخفي عشقي الدفين
ولن انثر لك قصائد حبٍ بعد الآن
فاليوم باتت مهنتي القراءة
قراءة ما تملي به عيناك علي

وسأحيا كوردة وحيدة
تسقيها عشقاً متى تشائين
وترميها عبثاً متى تسأمين
وسأبقى
سأبقى أحبك

سؤال

هل لي بكأس من عطرِك؟
أنثرها على وسادتي كل مساء
وأرتشفُ منها كل صباح
وفي عزلتي انغمسُ في عبيرِها
لأستعيد حضن المساء

هل لي بأحمرِ شفاه؟
خط وهجاً على شفتيكِ يوماً
والتهمته شفاهي النهمة مساءاً
وفي عشقي أغترفُ منه قبلةً
لأغرق في حفنةِ ذكريات

هل لي بصورةٍ لكِ في الصغر؟
أبتسم لها في وحدتي
أُخبرُها عنكِ في خلوتي
وعن دلالك رغم عذابي
فتبستسم لماضٍ سيعودُ بثبات

هل لي بسواد وتراب؟
وعزلة وصمت؟
وشعلة تعلن نهايتي
في سبات آخر وهج لها؟

صديقي الحب

صديقي الحب
سأعود اليوم إلى بيتي خائباً
وأغلق على نفسي الباب بحسرة
وسأنتظر

سأجثو بعدها على ركبتيّ باكياً
وادفن وجهي في خبايا أصابعي
وسأصرخ

صديقي الحب
انتظرتها اليوم وبقيت منتظرا
سأنتظرها غداً وسأبقى مترقباً
وسأسمع

سأصغي بشغفٍ لهمسات المساء
لعلها تحمل لأذنيّ وقع خطواتها
وسأهذي

صديقي الحب
ستُرنح خطواتها ثوابت عقلي
وتطغى على دقات قلبي أجراس الخطر
وسأختفي

إذا لم اعد غداً من موعدي لا تحزن

كظل يلاحق عبيرها سأرتحل
وحبة ترابٍ على خطاها سأستقر
فتنفيني عنها بمسحة منديل
لأعود إليها خائباً مغمور الكبرياء

وسأبقى في حضرة من جال في قلبي
واحتل نبضي يا صديقي الحب

يوماً ما

يوماً ما سأجلس على طاولتي وحيداً
يوماً ما سأجلس على طاولتي حزيناً
سأنزع ساعة الحائط من مكانها
وأدير عقاربها اللاذعة العنيدة

يوماً ما سأعود زمناً إلى الوراء
علّني أجدك قبل أن تتركيني
سأجثو على ركبتيّ باكياً متوسلاً
أن لا تتركي قلباً سينفطر

سأقول لك إبقي على تواصل أرجوك
ستضحكين وتقولين طبعاً طبعاً أكيد
سأهز رأسي مصدّقاً وقلبي مكذباً
وأقبل الوهم الجميل لأرفض واقعي المرير

سأبتسم بأسى وأقول سوف انتظرك
لأعود إلى زمنٍ اجلس فيه وحيداً
على طاولةٍ فارغة وبجانبي ساعة حائط
تمردت عقاربها وتوقفت عن مطاوعتي

يومها سأعود بذاكرتي إلى الوراء
علّني على غفلة اصطدم بطيفك
ستبتسمين لليأس وأنا للإصرار
لن انظر خلفي ولن تري غيري

فمستقبلي هو ماضي عودتي لك