نفسي المُبعثرة

أعود الى رشدي في آخر كل ليلة لأسأل نفسي، لِمَ أنا ما زلتُ مستيقظاً. وكالعادة، لا أجدُ جواباً سوى انني نسيت…

وأتذكرُ الآن، لم يكن عقلي صديقي دوماً. غالباً ما كانت صحبة قلبي تطيبُ لي أكثر!

وها أنا، أُبعثرُ كلماتي على وسادتي. لعلّني أتوه في هذه الفوضى التي احدثتُها، وأرتحلُ وأحلامي.

وأحادثُ أفكاري. أنشر الذعر في صفوفها، أغوص في عمقها، وأرقد بين طيّاتها كبذرةٍ سوف تنمو لاحقاً وتنشر السوّاد.

سوادُ نفسي لا يخيفني، لا يؤرقُني، ولا يروقُني. لكنه يعيش في داخلي، مصارعاً كل أفكاري البيضاء، ليبقى… ليطغى… ويتسرّب…

يتسرّب السّواد من حلقي. يمتطي كلماتي الهادئة ويرتحل. لا يشعُرُ به أحد. لا يدري بوجوده احد سواي أنا. انا المسجون وراء قضبان غضبي.

وفي حضرة غضبي أصمت. ارتعش في سرّي وأحتمي وراء هدوئي. لطالما أَتقن هدوئي فنّ الحراسة. ولا يزال شخصي الوقور يطغى على تمرُّدي.

أقمعُ تمرُّدي وأعيش في جسد مسالم. جسدٌ أخاف منه الثورة وبداية حقبة جديدة من حياتي، أستهلُّها بصفحات سوداء تنتظِرُ حِبريَ الناصع…

رأيان حول “نفسي المُبعثرة”

أضف تعليق