كثيرٌ من الركود، طيّاتٌ مر طويلُ الزمن عليها، شيءٌ في كل زاوية، شخصٌ منسيٌّ فوق كل زاوية.
لم أعد أذكر كل ما مرّ في حياتي، ولم يبق سوى ما ترك أثراً فيّ أو جرحاً عميقاً يحفرُ في أعماقي عمقاً آخر.
أتفكّر أحياناً وأستنتج، أنني أعيشُ في الذكريات. كلُّ شيءٍ في حياتي له ماضي. ماضٍ لم أعد واثقاً من مُضيّه.
الماضي هو كل ما فات، فلمَ إذاً تعود الذكريات؟
ذكرياتي هي حاضري وماضيّ. أحاول الهروب منها مراراً. تارةً بإبتسامة لطيفة على وجهِ حزنٍ زائر. وتارة أخرى بحزنٍ جارحٍ في وجه فقدانٍ قسريّ لم أقاوم سلطانه يوماً.
ليست كل ذكرياتي حزينة. ففيها ما أضحكني يوماً وسوف يضحكني يوماً آخر. وفيها ما أشعرني بالضجر لبرهة ثم كسر ما علا من شأني سابقاً.
أقرأ نفسي وأستنتج، أنا مجرّد حطام. حطامٌ لمركب أبحرت منذ زمنٍ بعيد، تقاذفتها أمواج الحياة لترسو في ركنٍ مهجور. أستكنتُ فيه وأحببته. ومن حينها والغبار يتراكم فوق الذكريات.