حتى اعذب النسمات تأتي حزينة.
تداعب بأناملها أوراقي والليل، تُلاعب كلماتي وأقلامي، تبعثر حروفي وأفكاري، تزلزل سكوني وترسم بسمتي برقّة.
تترك حزنها في حضرتي، ترسم الخيوط حول زوايا طاولتي وتهرب.
أتوقّف عن الكتابة، أطرد أفكاري البالية، أبحث عن فكرةٍ سعيدة لأكتب عنها وأمسكُ قلمي.
صعبة هي الأفكار السعيدة، تنال من مخيّلتي كل مرة. تقتلها وترمي بها في الحضيض. وأفشل في كل مرة أحاول فيها الكتابة بسعادة.
صبغة كلماتي قاتمة، حزينة وكئيبة. صبغة تمكّنت من الإستقرار بين أفكاري. قاومت اكثر اللحظات سعادةً وانتصرت.
سهلةٌ هي الأفكار الحزينة، لدي الكثير منها. ولدي كل أنواعها وأحجامها. وكأنني “خيّاط” أفكار. أُفصّل منها ما يناسب اوراقي ومزاجي.
أخيطُ في كل يومٍ فكرة. أرسم حدودها وأبعادها. أقتطع منها ما يفضح ترهّل بسماتي وأُزخرفُ ما أُحِب من رسومها.
أنتهي من خياطة سطوري كلّها. أقيسها وأبتسم. إنها تلائمني وتفرضُ مكنوناتي. ثم أبتسم.
أين هي تلك النسمات الآن؟ ها أنا أنهيتُ الخياطة من جديد. أين هي تلك النسمات؟ فلتأخذ هذه السطور. فتلفرّقها على المحتاجين للكلمات والحروف. لعلّ كلماتي تجدُ وقعاً جميلاً لدى غيري. فأنا قد سئمتها.
إذهبي أيّتها النسمات الحزينة. إذهبي بحزني بعيداً. دعيني أبدأُ البحث من جديد عن فكرة سعيدة لن أجدها.
Reblogged this on خربشات.
إعجابإعجاب