
مالي ومال الحزن، ألتصق به كلّما رفّ جفني. انتشله من وحدته واحتضنه كموجة تعانق الصخر في يومٍ صخب المزاج.
مالي ومال الأرق، يطردني من بين براثن وسادتي. ينقذني من غفوةٍ تحاول دفني في دنيا جديدة، بعيدة عن كل ما أعرفه.
في غربةٍ أنا. في وحشةٍ وظلامٍ آسرٍ أنا. أتنقّل بين الزوايا والدهاليز الطويلة. أبحث عن شيء جديد، عن فرحٍ ما أو ألفة تفكُّ عزلتي. صامتٌ أنا وكتوم. أحبس بين أنفاسي صراخَ وحشٍ تعوّد القمع والسكون.
مالي ومال الثورة أنا. لا التمرّد من شيمي ولا العنفوان. من أنا لأثور على ما في داخلي؟ من أنا لأهرب من أعماقي؟ ما أنا إلّا صمتٌ يشيخُ شيئًا فشيئا ليصبح عدمًا. وما أنا إلّا هدوء يواجه صخب الدنيا وصراخها.
مالي ومال القلق، لا أحتاجه. احترفت الركود وألفته ولا أريد أن أُغيّر شيئًا.