منذ الأزل،
ومنذ أن بدأ الغزل،
توسّطت عيناك سماء كلماتي،
وبها، طال العمرُ حتّى الأزل.
صحراءٌ وشمس،
ضوءٌ وقمر،
وعطرٌ ولون،
يسكنان جسدًا يكسوه الأمل.
أملٌ بحجم كون،
توقٌ بحجم قلب،
وعشقٌ يسيلُ على رقبته دماءٌ وعسل.
شلّال الدموع ينهمر،
وعطرُ الكون ينتشر،
كلونِ الزجاج المنكسر،
حيث أرقدُ عند حدّه وأنتظر.
أنتظر،
وفي كلّ ثانيةٍ أنكسر،
والمحاولةُ الثانية تنكسر،
كليلٍ حاول المكوث لينتصر،
ثم فاجأه نهارٌ هادر،
فأسلم عشقه المُنكسر.
جميلةٌ أنت،
كالكون ترتمين في أحضاني،
تحيطين بي وتهمسين،
سأدور بك في فلكٍ بعيد،
مسارك مساري،
ومسارك بأمري
وأمرك رهن صمتي وحدّة صراخي.
صراخ الليل لا يسمعه أحد.
وصراخُك ليلٌ لن ينتظره أحد
وأنا وأنت كون،
فكوني أنتِ أو لا أحد.
التصنيف: قصائد
عندما قرأْت
لم أعد اذكر ما كتبْت
قرأت قصيدة واكتأبْت
بين كلماتها الضيقة وثبْت
وبنهاية جملها اختبأْت
من أنتِ يا من كلاماتها أيقظتني
ومن على رصيف الزمن لملمتني
وفي احدى جيوبها العطرة خبّأتني
وفي شرفة غرفتها المهترئة زرعتني
يا لتوقي لمياهك الباردة تسقيني
وبدعابة اناملك الناعمة تُشقيني
أميل الى شمسك الساطعة ترويني
رويدا رويدا على قلبي لا تقتليني
أينعتُ بحبك الثائر واستبقْت
خطوة لم تأتِ منك وانتظرْت
دنوت من حوضي فاستكنْت
وها انت ترميني حيث خُلقْت
سائليني
سائليني
عانقيني
قبّليني
لا تؤجلي كل هذا
الى حينِِ
ولا تعاملي قلبي
إلّا بلينِِ
كلمة ذات معنى
اقرأيني
كسطر كتابة على ورقة
ظلّليني
هاك أشعاري وكلامي
أنشديني
كلمات حب صافية
إهمسيني
أضعت زماني ومكاني
أرشديني
ألمٌ لذيذٌ انا
أصرخيني
انا طريقك الوحيدة
أسلكيني
قبّليني
إعشقيني
سائليني
موعد
استيقظ باكراً والابتسامة عنوانه
نهض مسرعاً والسعادة تراقصه
ابتسم ومشى بحماسة
للقاء الحبيبة وانتهاء مخاوفه
لم يعتد شعور الفرح هذا قبلاً
ولا دقات القلب المتدافعة فرحاً
في خاطره شيء واحد فقط
ستبتسم هي وسيبتسم هو رداً
وصل إلى الموعد وعيناه تبحث
عن التي أسرته وبقلبه تعبث
لاقت حيرته صدى خطوات
تسارعت لعناق من قلّما اكترث
خانه العنفوان وخذله الكبرياء
لم تأتِ بل ارسلت الشقاء
تناثرت شظايا وجهها في رأسه
وغرقت عيناه بنبعٍ تفجّر بالبكاء
بخطى مريرة عاد ادراجه
وقلب مثقل يغازل أوجاعه
نحو وحدته المخلصة سيرجع
كزبدٍ تذوبُ في البحر أمواجه